قد يستغرب البعض من هذا العنوان، إلا أنه ومن أجل بيان حقيقته، لا بد من القول، أن الكثير من الناس بوعي أو بدون وعي، قد تكون علاقتهم بأوطانهم علاقة سلبية، وذلك حينما يتكاسل عن القيام بدوره، أو يتهرب من تحمل مسئوليته، أو يمنع نفسه بأي شكل من الأشكال، من القيام بالدور الوطني المأمول منه وهذه الحالات وأشباهها لا تشكل علاقة سليمة مع الوطن.
لذلك فإن العنصر الأول الذي يحدد سلامة وصدق الانتماء إلى الوطن، هو أن تكون علاقته بوطنه إيجابية وحسنة وفعالة وهذا يعني الأمور التالية:
@ إن الانتماء إلى الوطن كالطائر يطير بجناحين، جناح الحق وجناح الواجب، فكل مواطن له حق وعليه واجب وإن أي خلل في الالتزام بهذين العنصرين، يعد تجاوزا للقانون أو لمفهوم الانتماء إلى الوطن.
وإن الإنسان الذي يفكر دائما بالأخذ واستنزاف إمكانات الوطن وثرواته دون أن يقدم لوطنه أي عمل وأي مقابل، فإن هذا الإنسان يخل بمفهوم الانتماء إلى الوطن.
والعلاقة الإيجابية مع الوطن، تعني العطاء الدائم إلى الوطن والإضافة إليه. فإن تصنع من نفسك كفاءة وقدرة عطاء إلى الوطن، وان تهتم بأبنائك وتقوّم سلوكهم وترعى شئونهم وتشجعهم على مواصلة التعليم والاجتهاد فيه إضافة إلى مسيرة الوطن،وان تسعى بأخلاق عالية وصدر واسع لتسهيل معاملات الناس في أي موقع كنت فيه، هو أيضا مؤشر علاقة إيجابية مع الوطن.
فالعطاء والإضافة إلى الوطن مشروع مفتوح ينبغي أن يشترك الجميع (كل من موقعه) إلى المساهمة فيه بكل الطاقات والإمكانات।
@ وإن العلاقة الإيجابية، تعني أيضا الاستخدام الرشيد إلى كل النعم والثروات التي يزخر بها وطننا العزيز। فالابتعاد عن مظاهر السفه والاستهلاك الترفي للثروة الأولى "المياه" هو علاقة إيجابية مع الوطن، كما أن ترشيد صرفنا للكهرباء في منازلنا ومزارعنا ومؤسساتنا هو علاقة إيجابية مع الوطن. إن هذه النعم التي أنعمها الله سبحانه وتعالى علينا، ينبغي أن نبحث في الوسائل الكفيلة، بحفظها وتنميتها لأن تنمية ثروات الوطن وتطويرها، علاقة إيجابية مع الوطن. فليبحث كل واحد منا في واقعه ويبدأ بقرار ترشيد الاستهلاك، والعمل بكل وسائل لتنمية ثروات الوطن وإمكاناته.
@ وتتجلى العلاقة الإيجابية مع الوطن، في طريقة تعاملنا مع الممتلكات العامة، إذ هذه العلاقة تقتضي أن تكون علاقتنا مع هذه الممتلكات، علاقة الحفظ والاهتمام بها، لأنها لنا جميعا ومؤشر من مؤشرات حرصنا على نعم الوطن وإمكاناته। لذلك ينبغي لنا، أن نبتعد عن كل سلوك لا يحفظ ممتلكات الوطن أو يعرضها للتلف والضياع.
ولنتذكر جميعا، أن هذه الممتلكات من مدارس وشوارع وإنارة وحدائق وما أشبه، هي لنفعنا ونفع الأجيال القادمة। فلماذا نساهم بعدم اهتمامنا الاهتمام الكافي بهذه الممتلكات في تبديد ثروات الوطن، ومنع أبنائنا في المستقبل من الاستفادة منها.
ودمت بخير يا وطني
أزال المؤلف هذا التعليق.
ردحذف